|
دِمَاءُكُمُ جِسْرٌ إِلَى
النَّصْرِ أَحْمَرُ
دِمَاءُكُم إِعْصَارُ عَزْم وَهِمَّةٍ بِهَا النَّفْسُ مِنْ أَوْهَامِهَا قَد تَحَرَّرَتْ سَقَيْتُمْ فِلِسْطِينَ الزَّكِيَ مِنَ الدِّمَا فَلِلَّهِ أَجْسَادٌ هُنَاكَ تَنَاثَرَتْ أَيَا أَيُّهَا الأَبْطَالُ أَنتُمْ رِجَالُهَا رُجُولَتُكُمْ أَطْفَالَ الأقْصَى حَقِيقَة حِجَارَتُكُم هَزَّتْ عُرُوشاً وَأَظْهَرَتْ أَيَا رُفَقَاءَ الدَّرْبِ يَا مَن تحَرَّرُوا أَتَيْتُمْ وَأَمْرُ الْمُسْلِمِينَ مُضَيَّعٌ عَلَى صَدْرِهِ يَجْثُوا صَلِيبٌ بِحَجْمِهِ أَتَيْتُمْ وَلاَ تَارِيخَ لاَ شَيْءَ عِندَنَا فَهَذِي بِلاَدِي لِلنَّصَارَى مُبَاحَةٌ مِنَ الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الْمُبَارَكِ حَوْلَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ الأَقْصَى إِلَى كُلِّ مَسْجِدٍ فَمَاذَا عَلَى مَن بِالْحُكُومَاتِ كُلِّهَا أَتَيْتُمْ وَلاَ تَارِيخَ لاَ شَيْءَ عِندَنَا هُوِيَاتُنَا أَوْطَانُنَا كُلُّ مَا لَنَا فَهَذِي بِلاَدِي لِلنَّصَارَى مُبَاحَةٌ فَأَيْقَظْتُمُ التَّارِيخَ بَعْدَ رُقَادِهِ فَهَذَا صَلاَحُ الدِّينِ يَحْمِلُ سَيْفَهُ فَعَادَتْ لَنَا حِطِّينُ بَعْدَ غِيَابِهَا وَذِي أُمَّةُ الإِسْلاَمِ جَاشَ ضّمِيرُهَا وَإِخْوَانُكُم فِي الشَّرْقِ شَدُّوا سُرُوجَهُمْ وَنَجْدٌ بِهَا هَبَّ الشَّبَابُ مُجَاهِدًا مُدَمِّرةً يَخْشَى أُولُوا الْبَأْسِ بَأْسَهَا تَشُقُّ عُبَابَ الْبَحْرِ يَحْدُوا مَسِيرَهَا إِلَى حَتْفِهَا تَسْعَى حَثِيثاً بِظلْفِهَا إِلَى زَوْرَقٍ يَلْهُوا بِهِ الْمَوْجُ يَخْتَفِي تُدَاعِبُهُ الأَمْوَاجُ فِي كُلِّ خِفَّةٍ فَلَمَّا الْتَقَى الْجَمْعَانِ جَمْعُ مُحَمَّدٍ وَجَمْعٌ مِنَ الْكُفَّارِ جَيْشٌ يَقُودُهُم وَدَارَتْ رَحَى الْحَرْبِ الَّتِي لَمْ تَكُن سِوَى وَكَانَ مَعَ النَّصْرِ الْمُحَقَّقِ مَوْعِدٌ فَطَارَتْ رُؤُوسُ الْكُفْرِ فِي كُلِّ وِجْهَةٍ فَلَوْ شَهِدَتْ عَيْنَاكَ مِن ذَاكَ مَنظَرًا فَهَلْ سَمِعَ التَّارِيخُ عَن مِثْلِ صَحْبِنَا وَقَفْتُمْ وَمَا فِي الْمَوْتِ شَكٌّ لِوَاقِفٍ شَفَيْتُمْ صُدُورَ الْمُؤْمِنِينَ وَأُمَّةٍ لَمَسْتُمْ أَمَانِينَا فَصَارَتْ حَقَائِقاً رَفَعْتُمْ لِدِينِ اللهِ أَرْفَعَ رَايَةٍ أَقُولُ لِمَن يَبْكِي مِنَ الْحُزْنِ مُشْفِقًا أَحَقُّ بِهَذَا الدَّمْعِ مَنْ عَاشَ عُمْرَهُ عَلَى هَامِشِ الأَحْدَاثِ عَاشُوا حَيَاتَهُمْ وَمَن أَخْلَدُوا لِلأَرْضِ وَاسْتَسْلَمُوا لَهَا فَبَعْضُ مِنَ الأَحْيَاءِ فِي الْقَبْرِ مَيِّتٌ يَظُنُّكُمُ الْجُهَّالُ متم وَأَنتُمُ كَفَى ذِكْرُكُمْ أَنَّ الْمَحَامِدَ وَالْعُلاَ رِفَاقُكُمُ مِن بعْدِكُمْ لَمْ تَلِن لَهُمْ يَخُوضُونَ بَحْرَ الْمَوْتِ لاَ يَرْهَبُونَهُ يُمِيتُونَ غَيْظاً خَصْمَهُمْ كُلَّ لَحْظَةٍ سَبِيلُهُمُ وَعْرٌ وَصَعْبٌ سُلُوكُهُ سَبِيلٌ لإِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ سَبِيلُهُم أَوِ الْمَوْتُ دُونَ الدِّينِ وَالْعِرْضِ وَالْحِمَا أَهَالِي فِلِسْطِينَ احْتَسَوْا أَكْؤَسَ الشَّجَا أَتَقْعُدُ لاَ الْحُكَّامُ ذَادُوا عَنِ الْحِمَى أَتَقْعُدُ لاَ التُّجَّارُ أَدَّوْا زَكَاتَهُمْ أَتَقْعُدُ لاَ الأَبْطَالُ رَصُّوا صُفُوفَهُمْ أَتَقْعُدُ لاَ الأَشْبَالُ دَاوَوْا جِرَاحَهُم فَأَيْنَ بَنُو الإِسْلاَمِ إِذْ حَمِيَ الْوَغَى وَلَيْسَ بَنُوا الإِسْلاَمِ إِلاَّ نَجَاِئبٌ وَلَكِنَّهُمْ رَغْمَ الْجِرَاحِ يَقِينُهُم وَأَنَّ حُلُولَ الْخَائِنِينَ جَمِيعَهَا وَقَدْ أَقْسَمُوا بِاللهِ أَنَّ جِهَادَهُمْ |
وَبَوابَةٌ مِنْهَا
إِلَى الْخُلْدِ يُعْبَرُ
وَنَارٌ عَلَى أَعْدَائِنَا تَتَسَعَّرُ وَسَوْفَ بِهَا الأَقْصَى غَدًا يَتَحَرَّرُ فَلَمْ تَبْخَلُوا كَلاَّ وَلَمْ تَتَأَخَّرُوا تَشُعُّ ضِيَاءً كَالضُّحَى حِينَ يُسْفِرُ وَكَم مِن صَغِيرِ السِّنِّ بِالْفِعْلِ يَكْبرُ وَبَعْضُ رُجُولاَتِ الرِّجَالِ مُزَوَّرُ حَقَائِقَ مَا كَانَتْ لَنَا سَوْفَ تَظْهَرُ مِنَ الأَرْضِ وَالدُّنْيَا فَشَدُّوا وَكَبَّرُوا خَلِيفَتُهُمْ فِي دِينِهِ يَتَنَصَّرُ وَفِي حُكْمِهِ لِلنَّاسِ يَبْغِي وَيَجْهَرُ وَأَوْضَاعُنَا فِي بَعْضِهَا تَتَعَثَّرُ عُقُولُ بَنِينَا لِلْيَهُودِ تُجَيَّرُ إِلَى الْكَعْبَةِ الْغَرَّ الَّتِي هِيَ أَكْبَرُ فَإِنَّ جُيُوشَ الْكُفْرِ تَنْهَى وَتَأْمُرُ وَحُكَّامِهَا أَمْسَى يَثُورُ وَيَكْفُرُ وَأَوْضَاعُنَا فِي بَعْضِهَا تَتَعَثَّرُ عَنَاوِينُنَا أَسْمَاؤُنَا تَتَغَيَّرُ عُقُولُ بَنِينَا لِلْيَهُودِ تُجَيَّرُ فَعَادَ إِلَى أَمْجَادِهِ يَتَذَكَّرُ تَسِيلُ دِمَاءُ الْكُفْرِ مِنْهُ وَتَقْطُرُ وَعَادَتْ إِلَى الأَذْهَانِ بَدْرٌ وَخَيْبَرُ قَدِ انتَفَضَت تسْعَى تَثُورُ وَتَثْأَرُ وَكَابُلَ شَدَّتْ وَالنَّجَائِبُ ضُمَّرُ وَفِي عَدَنٍ هَبُّوا وَشَدُّوا وَدَمَّرُوا تَزِيدُكَ رُعْبًا حِينَ تَرْسُوا وَتُبْحِرُ غُرُورٌ وَزَهْوٌ وَاقْتِدَارٌ مُزَوَّرُ بِوَهْمٍ كَبِيرٍ كَاذِبٍ تَتَدَثَّرُ مَعَ الْمَوْجِ حِيناً ثُمَّ يَبْدُو وَيَظْهَرُ وَرُبَّ خَفِيفٍ مِنْهُ يُخْشَى وَيُحْذَرُ شَهِيدَانِ بِاسْمِ اللهِ هَبُّوا وَكَبَّرُوا بِحِقْدٍ صَلِيبِيِّ الْمَنَابِعِ قَيْصَرُ ثَوَانِيَ رُعْبٍ بلْ أَقَلُّ وَأّقْصَرُ فَلَمْ يَتَقَدَّمْ لاَ وَلَمْ يَتَأَخَّرُ وَأَشْلاَؤُهَا مِنْ حَوْلِهَا تَتَبَعْثَرُ تَقِرُّ بِهِ أَوْ أَسْعَدَ الْقَلْبَ مَنظَرُ وَهَلْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاهُ أَوْ سَوْفَ تُبْصِرُ وَحَطَّمْتُمُ الأَوْهَامَ وَالْوَهْمُ يُكْسَرُ علَى عَتَبَاتِ الْكُفْرِ تُسْبَى وَتُنْحَرُ وَمِثْلُ أَمَانِينَا يَعِزُّ وَيَندُرُ شِعَارُكُمُ التَّوْحِيدُ وَالله أَكْبَرُ عَلَيْكُم بِدَمْعِ الْعَيْنِ وَالْعَيْنُ تُمْطِرُ ذَلِيلاً بِكَأْسِ الذُّلِّ يَصْحَى وَيسْكَرُ كَأَن لمْ يَكُن عُرْفٌ وَلاَ كَانَ مُنكَرُ عَلَى هَؤُلاَءِ الْحُزْنُ أَوْلَى وَأَجْدَرُ وَبَعْضٌ مِنَ الأَمْوَاتِ حَيٌّ يُكَبِّرُ زَوَارِقُكُمْ فِي اللهِ تَرْسُوا وَتُبْحِرُ إِذَا مَا ذُكِرْتُمْ كُلُّهَا سَوْفَ تُذْكَرُ قَنَاةٌ وَلاَ سَيْفٌ وَلاَ لاَنَ خِنجَرُ وَمَن لاَ يَخَافُ الْمَوْتَ لاَ شَيْءَ يَرْهَبُ مِرَارًا وَشَرُّ الْمَوْتِ مَا يَتَكَرَّرُ وَفِيهِ الضَّحَايَا وَالْعَقَابِيلُ تَكْثرُ سَبِيلُهُمُ فَتْحٌ وَنَصْرٌ مُؤَزَّرُ وَمَن مَاتَ يَسْعَى لِلْمَكَارِمِ يُعْذَرُ وَجُرْحٌ حِجَازٍ فِيكَ مَا عَادَ يَضْمُرُ كَبِيرُهُمُ لِلْكُفْرِ يَسْعَى وَيَنصُرُ لِتَجْهِيزِ جَيْشٍ لِلصَّنَادِيدِ يَزْخَرُ وَلاَ الْقُدْسَ مِنْ أَيْدِي الْمُغِيرِينَ حَرَّرُوا وَلاَ جُثَثَ الأَطْفَالِ لَفُّوا وَدَثَّرُوا فَهَلاَّ اسْتَجَابُوا لِلإِلَهَ وَشَمَّرُوا لِفَقْدِكَ أَضْنَتْهَا الْمُصِيبَةُ ضُمَّرُ بِعَوْدَةِ أَمْجَادِ الْخِلاَفَةِ يَكْبُرُ هَبَاءٌ عَلَى دَرْبِ الْجِهَادِ يبَُعْثرُ سَيَمْضِى وَلَوْ كِسْرَى تَحَدَّى وَقَيْصَرُ |
الرئيسية /
بدون تصنيف
/
هوامش علي انتفاضة الاقصي
عن الكاتب :
مواضيع مشابهة :
التعليقات
صفحتنا على فيسبوك
نموذج الاتصال
أرشيف المدونة
Ad Home
مشاركات عشوائية
كن على تواصل معنا
آخر المواضيع
كن على إتصال على فيسبوك

المساعد العربي
.jpg)










ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق